اشتهرت أعمدة الخلق في الأصل في عام 1995 بواسطة تلسكوب هابل الفضائي التابع لناسا.في معهد علوم تلسكوب الفضاء (STScI) في حرم جامعة جونز هوبكنز في بالتيمور في الأول من أبريل عام 1995 الصورة (على اليسار) وفي عام 2022 بواسطة تلسكوب جيمس ويب الفضائي (على اليمين). الصورة:
اعمدة الخلق( PillarsofCreation ) في القرآن الكريم
كما يتضح من الصورة التي التقطتها كاميرا ويب القريبة من الأشعة تحت الحمراء (NIRCam) ، قطعت تقنية التصوير والتلسكوب شوطًا طويلاً. سيساعد العرض الجديد للأعمدة الباحثين على معرفة المزيد عن تكوين النجوم مع تعداد أكثر دقة للنجوم التي تشكلت حديثًا وكميات الغاز والغبار. في النهاية ، سيتمكن العلماء من الحصول على فهم أفضل لكيفية انفجار النجوم من هذه الغيوم على مدى ملايين السنين. الأجرام السماوية الحمراء الساطعة التي تقع خارج أحد الأعمدة المغبرة هي نجوم حديثة التكوين. عندما تتشكل العقد ذات الكتلة الكافية داخل أعمدة الغاز والغبار ، فإنها تبدأ في النهاية في الانهيار تحت جاذبيتها ، وتسخن وتشكل نجومًا جديدة ، وفقًا لوكالة ناسا. الخطوط المتموجة التي تشبه الحمم البركانية على حافة الأعمدة هي مقذوفة من النجوم التي تتشكل. تقع الصورة المقطوعة بإحكام للأعمدة داخل سديم النسر ، الذي يبعد 6500 سنة ضوئية،
الحقيقة القرآنية الأولى ( السديم )( الدخان )
من خلال بعض التفاصيل التي ذكرتها وكالة ناسا في تحليل الصورة أعلاه انها صورة للسديم النسر ( أعمدة الخلق ) التقطها تلسكوب جيمس ويب الفضائي . في منظر طبيعي ملون ، تُظهر الصورة نجومًا متلألئة تتشكل داخل سحب كثيفة من الغاز والغبار او ما يسمى (الدخان)وهو ما يفسر جزء من حقيقة قرآنية ذكرت في القرآن قبل اربعة عشر قرنا .(ثم أستوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض أتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين) (سورة فصلت الآية(11)
(ثم استوى إلى السماء وهي دخان) اي قصد السماء من ناحية الخلق والتدبير ..
فكما كان يعتقد سابقا قبل 1995 قبل الصورة الاولي لتلسكوب هابل لسديم النسر او ( اعمدة الخلق ) ماهي الا عبارة عن دخان (سحب كثيفة من الغاز والغبار ) ،
كانت هناك نظرية قديمة تقول " أنه قبل خلق النجوم كان هناك ما يسمى السديم. وهذا السديم غاز (دخان ) والسدم -منيرة ومعتمة- ليس الذي بها من غاز وغبار إلا ما تبقى من خلق النجوم. إن نظرية الخلق تقول:" إن المجرة كانت من غاز وغبار. ومن هذين تكونت بالتكثف النجوم وبقيت لها بقية. ومن هذه البقية كانت السدم. ولا يزال من هذه البقية منتشراً في هذه المجرة الواسعة مقدار من غاز وغبار، يساوي ما تكونت منه النجوم. ولا تزال النجوم تجر منه بالجاذبية إليها. فهي تكنس السماء منه كنساً. ولكن الكناسين برغم أعدادهم الهائلة قليلون بالنسبة لما يراد كنسه من ساحات أكبر وأشد هولاً "
وهذا النظريه كانت الاقرب الا ما توصلت اجهزة الكشف الحديثه التي تفسر جزء من الحقيقة القرآنية: (ثم استوى إلى السماء وهي دخان) فما ذكر القران من دخان السماء ومازال بقايا هذا الدخان موجود الى اليوم قد يكون عبارة عن اكثر من سديم واحد اوما يسمونه ( اعمدة الخلق ) وربما يظهر في المستقبل صور لاكثر من سديم ( اعمدة الخلق )
الحقيقة القرآنية الثانية (الكون في اتساع دائم )
في التحليل الذي استنبطته وكالة ناسا (ان الأجرام السماوية الحمراء الساطعة التي تقع خارج أحد الأعمدة المغبرة هي نجوم حديثة التكوين ) والذي يفسر ان من هذه الأعمدة (اعمدة الدخان) تولد النجوم وتتشكل مما يدل على ان الكون في توسع دائم وهذا ما يؤيد حقيقة قرآنية ثانية وهي ان السماء في اتساع دائم (والسّماء بنينها بأيد وإنا لموسعون) الآية 47 - سورة الذاريات الآية ،
تشير الايه الى الاتساع المستمر والدائم في السماء ، ان اقرب تفسير الى الذهن لاتساع السماء هو ميلاد نجوم جديدة عمرها اكثر من عمر الارض بملاين السنين، ان اعمدة الدخان (السديم ) التي تعمل كمنبت للنجوم حديثة التكوين - أصغرها يبلغ من العمر بضع مئات الآلاف من السنين (مقارنة بعمر الأرض المقدر بـ 4.5 مليار سنة) . يبلغ ارتفاع العمود الأطول والأكثر تركًا 4 سنوات ضوئية مذهلة - أو 38 تريليون كيلومتر (24 تريليون ميل .
تحدثنا هذه الاعمدة عن قدرة الله المتحركة في ساحة نعمته، ما يوحي بأن الله هو من يملك القدرة التي بنى بها السماء وأرادها مصدراً للنعمة على خلقه، وربط بينها وبين الأرض، في ما تحتاجه لاستمرار المخلوقات الحية والنامية والجامدة فيها من شمس ومطر وما إلى ذلك.
فإذا كان الله قد أكد النعمة من ناحية المبدأ، فإنه قادر على توسيعها من ناحية التفاصيل.
الحقيقة القرآنية الثالثة ( جمالية المشهد )
جمال الصورة والمنظر البديع ودقتها يصفها احدهم بقولة (على الرغم من جمالها أنها تبدو وكأنها صورة للفضاء تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي ) الا ان صانع هذه الحقيقة ومبدعها يقول ( ولقد جعلنا في السماء بروجا وزينها للناظرين )الآية 16 /- سورة الحجر-
(والسّماء ذات البروج) الآية 1 -/ سورة البروج -
{تبارك الذي جعل في السماء بروجا )-الآية 61 - سورة الفرقان ،
قال ابن عباس، أن البروج هي الكواكب العظام، والأول ) لو راء ابن عباس مانراه اليوم من صور ل( اعمدة الخلق ) لما زاد في تفسير الاية غير ( اعمد الخلق )
التي خلقها الله على هذا المستوى وأطلق عليها اسم البروج،
تشبیہاً لها بالقصور لعظمتها، وتدليلاً على القدرة الإلهية في إبداعها من الضخامة والعلو دون قواعد ثابتة ترتكز عليها،
بالإضافة إلى ما فيها من نظام يمد الكون كله بالدفء والنور والحياة، ويحقق للناس النعم الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى، وما الشمس الا احد هذه النجوم التي ولدت وفق هذا النظام الالآهي فائق التنظيم والابداع،
حتى عادت السماء مظهراً للقدرة من جهة، وللنعمة من جهةأخرى.
ومن خلال هذه المشاهد الموحية يوقظ القلب وينبه العقل إلى تدبر صنع الله فيها؛ ويذكر بقدرته وتدبيره
سواء كانت البروج هي النجوم والكواكب بضخامتها ، او هي منازل النجوم والكواكب التي تتنقل فيها في مدارها او مراحل تكوينها وعمرها الزمني،
سواء اكانت البروج هي هذة الاعمدة بتفاصيلها كاملة او كانت جزء من من هذه الاعمدة .
فهي في كلتا الحالتين شاهدة بالقدرة، وشاهدة بالدقة، وشاهدة بالإبداع الجميل: {وزيناها للناظرين}.
وهي لفتة هنا إلى جمال الكون وبخاصة تلك الوحة الجميلة تشي بأن الجمال غاية مقصودة في خلق هذا الكون فليست الضخامة وحدها، وليست الدقة وحدها، إنما هو الجمال الذي ينظم المظاهر جميعاً، وينشأ من تناسقها جميعاً، (فتبارك الله أحسن الخالقين ).
تعليقات
إرسال تعليق